sumiry
05-20-2011, 12:58 AM
يبدون عيب الناس ويتقون عيبهم ولا حي في الدنيا صري العوايب
الشاعر هو عبدالواحد ابن علي ابن عاطف الصبحي الذي توفي منذ أكثر من مائة وخمسين عاماً تقريباً،
قصيدة طويلة تناقلتها الأجيال وحفظها كثير من الرواة، وهي تعبر عن معاناة شاعر تعرض لصروف الزمن الذي كان مزيجاً من المتناقضات من اضطراب في الأمن وعدم استقرار وسوء في الأحوال السياسية والثقافية والاقتصادية، زمن يسيطر عليه تسلط الأقوياء وأصحاب المكانة في القبيلة التي كانت هي الموئل الذي يلوذ به رجالها، وكانت الأسرة تحكم قبضتها على أفرادها استجابة لنظام القبيلة الذي يخضع لضوابط وأنظمة وقوانين وضعية مستقاة من الدين ومن الأعراف والتقاليد لتنظيم العلاقة داخل القبيلة وفيما بينها وبين القبائل الأخرى. وهو نظام صارم وملزم، يتحرى فيه عقلاء القبائل تحقيق نوع من المصالح العامة، وإشاعة مساحة من الأمن المهدر.
وشاعرنا تغرب مرتين، الأولى لمقتل عمه والثانية لمقتل والده. وأسباب التغرب حينها البعد عن مكان القتل خشية تدخل المصلحين والعقلاء لإنهاء القضية صلحاً، فالمقتول لايسلم من مسؤولية قتله، كما هو القاتل لا ينفرد بأسباب القتل، لذا يغترب بعض أولياء القتيل لئلا يلزموا بالتريث لحل المشكلة صلحاً، فمتى ما سمع الولي النداء بتدخل أحد المصلحين لحل القضية فإنه يلتزم بالاستسلام لهذا الطلب. وقد فر الشاعر إلى ديار بعيدة ليعود بعد حين ويثأر لعمه أو لأبيه
أما الاغتراب الثالث فكان للتأمل والتفكير في حل مشكلته مع أخوته الذين تنكروا له بعد مقتل أبيهم وحرموه من حقه في الميراث لأنه ابن جارية، فكون أبيه من شيوخ القبيلة وكون الرق شائعاً في ذلك الزمان بل كان تجارة رائجة لاستخدام الرقيق في الخدمة المنزلية والرعي والزراعة وفي الانتقام من الخصوم والدفاع عن ممتلكات سادتهم، فقد ولد الشاعر من أم كانت جارية عند والده، وكان من فضائل الاسلام أنه يحرر الأم من الرق وينسب الأبن لأصله ويمنحه كل حقوق الأبوة، ولكن تفرق الأخوة بين عدد من الأمهات يثير أحيانا خلافات بين الأخوة، لاسيما وكان زمن الشاعر يمنح كبار الأسرة سلطة مطلقة على صغارها.
ولما كان شاعرنا فارساً راجح العقل بعيد النظر فإنه كان حكيما في معالجة قضيته غير منساق لمؤثرات تحرض على الانتقام واستعادة الحق بالقوة. ويمكن استعراض منهجه في تشكيل قضيته وعرضها، وكلنا يدرك الألم الذي يتعرض له الإنسان من منغصات حياته، فكيف يكون اذا كان الألم ناتجا عن ظلم ذوي القربى:
يقول العناوي قول من حثه العنا 00000000من احوال منــها مفرق الراس شايب
أنا ما بنيت القيل من زايد الطرب00000000 ولا اقول قول الا بعــــــزم العضـايب
وعيني حربها طرفها من نصيبها 00000000000 وهلت دموعاً كنّها الدم سـارب
وعلى نومة المخلين جرّيت ونّة 00000000000 ونّة كسير، اللى زنوده عطـايب
وانا امسيت مثل الغصن في عالي الشفا 000000 لياما تصافقته صروف الهبــايب
من احوال ملعبة الزماني بلعبها000000 000 كما جرح عـجزوا فيه كل الطبــايب
لو طابت اطرافه تلعثم على الخنا00000000 وظلّ كنين الجــــرح في الجوف ذايب
أنا كان اداوي علتي من بصيرتي0000000000 ولا بي غبا عن مبريات الصوايب
لكن بلا معنى فلا يكمل الدوا00000000000000 وطالع كما نجــم زْحلينْ الرقايب
يلومني الأنذال، الله يلومهم0000000000000 يقولون منزاحك عن الـــــدار هايب
يخيلون مشحاهم وما في عقولهم000000000000 ولو خيلوا برقاً بعيد السحايب
أنا اخيل مجهولات ما يعلمونها 00000000000000يخيلونها صم القلوب اللبايب
وانا من صبر صبري وجالد مجالدي000000000 على الظل والقالة وحفر اللغايب
أفرِّق هجوس القلب في كل وادي000000000000 هذي مـــــنوّخها وهذي عزايب
ولاما انهن اقفن ومدَّن نشورهن 00000000000لفَنْ واردات وحاضــبات المشارب
أشول الزحم لاتكسر الحوض بالدحم0000000000 عطاشا كواسر يلهفن الشرايب
ويا مسلــــمين الله انا لي رفاقة 00000000000شالوا لي البغضا على غير صايب
إن جات زينة قالوا الزين فعلنا 000000000وان جات شينة قالوا انت السبــــــايب
وان جات عازتهم ولاني رفيقهم 000000000000وان جات عازتنا تعاطوا شعايب
يعتّوننا بالبــــــوق وحنّا نعتّهم00000000000000 والكل منا يا القبيلين جــتانب
يبدون عيب الناس ويتقون عيبهم000000000 ولا حي في الدنيا صـــري العوايب
تصبّرت في دار المهونة على الجفا000000000 وقللت منها يــــوم شفت العجايب
كـــــثرت مصايبهم وقلت نفوعهم0000000000 وكثروا اهل النمّات بين القـــرايب
لاصار عيب الدار منها في اهلها0000000000 عيــــب الرفاقة من كبار المصايب
وانا ان عشت لابدِّى براي ومشورة000000000 فكّاك عقـــــــد معيوجين الطلايب
ولي بين حرف السين والفا ذخيرة00000 00لها شــــــربة احلى من سليل الذوايب
ويا موصلا شكواي اخوى ابن والدي0000000 ترى خاطري عندك ولو كنت غايب
أراعيك ما اصبر عنك لو فرد ساعة000000000 وذكرك يفسّــــح لى جميع الكرايب
عسى الله بعد الياس ما يقطع الرجا0000000 وعسى الرجا فيكم حبــــــــاله قضايب
وانا قبلكم ناوى بمنزاح ديرة 00000000000مساهيجها تــــــــردي جياد النجايب
وانا اوصيك دارك لا تهنَّ بنومها0000000000 إلاَّ يقــــــــــــعْ بمزعزعات الهبايب
ومال كما عد نهيل لــــــــوارده00000000000 يورِّد حبالك في جميــــــــع النوايب
أو رَبْع مثل السيف في كف ناقله00000000000 يميلون ميلاتك بخـــاطي وصايب
وان كان لاهذي ولا ذي ولا الذي 00000000000توسَّل على طــلق الذراعين شايب
قصيدة ابن عاطف الصبحي من منطقة بدر بوادي الصفرا من القصائد التي تعلق بها الرواة وتطلعت إلى سماعها المجالس، ولعلها من أكثر القصائد شهرة.
المصدر كتاب: من مرويات ابن قابل للكاتب عبدالرحيم الأحمدي((كاتب في جريدة الرياض)).
منقوله
الشاعر هو عبدالواحد ابن علي ابن عاطف الصبحي الذي توفي منذ أكثر من مائة وخمسين عاماً تقريباً،
قصيدة طويلة تناقلتها الأجيال وحفظها كثير من الرواة، وهي تعبر عن معاناة شاعر تعرض لصروف الزمن الذي كان مزيجاً من المتناقضات من اضطراب في الأمن وعدم استقرار وسوء في الأحوال السياسية والثقافية والاقتصادية، زمن يسيطر عليه تسلط الأقوياء وأصحاب المكانة في القبيلة التي كانت هي الموئل الذي يلوذ به رجالها، وكانت الأسرة تحكم قبضتها على أفرادها استجابة لنظام القبيلة الذي يخضع لضوابط وأنظمة وقوانين وضعية مستقاة من الدين ومن الأعراف والتقاليد لتنظيم العلاقة داخل القبيلة وفيما بينها وبين القبائل الأخرى. وهو نظام صارم وملزم، يتحرى فيه عقلاء القبائل تحقيق نوع من المصالح العامة، وإشاعة مساحة من الأمن المهدر.
وشاعرنا تغرب مرتين، الأولى لمقتل عمه والثانية لمقتل والده. وأسباب التغرب حينها البعد عن مكان القتل خشية تدخل المصلحين والعقلاء لإنهاء القضية صلحاً، فالمقتول لايسلم من مسؤولية قتله، كما هو القاتل لا ينفرد بأسباب القتل، لذا يغترب بعض أولياء القتيل لئلا يلزموا بالتريث لحل المشكلة صلحاً، فمتى ما سمع الولي النداء بتدخل أحد المصلحين لحل القضية فإنه يلتزم بالاستسلام لهذا الطلب. وقد فر الشاعر إلى ديار بعيدة ليعود بعد حين ويثأر لعمه أو لأبيه
أما الاغتراب الثالث فكان للتأمل والتفكير في حل مشكلته مع أخوته الذين تنكروا له بعد مقتل أبيهم وحرموه من حقه في الميراث لأنه ابن جارية، فكون أبيه من شيوخ القبيلة وكون الرق شائعاً في ذلك الزمان بل كان تجارة رائجة لاستخدام الرقيق في الخدمة المنزلية والرعي والزراعة وفي الانتقام من الخصوم والدفاع عن ممتلكات سادتهم، فقد ولد الشاعر من أم كانت جارية عند والده، وكان من فضائل الاسلام أنه يحرر الأم من الرق وينسب الأبن لأصله ويمنحه كل حقوق الأبوة، ولكن تفرق الأخوة بين عدد من الأمهات يثير أحيانا خلافات بين الأخوة، لاسيما وكان زمن الشاعر يمنح كبار الأسرة سلطة مطلقة على صغارها.
ولما كان شاعرنا فارساً راجح العقل بعيد النظر فإنه كان حكيما في معالجة قضيته غير منساق لمؤثرات تحرض على الانتقام واستعادة الحق بالقوة. ويمكن استعراض منهجه في تشكيل قضيته وعرضها، وكلنا يدرك الألم الذي يتعرض له الإنسان من منغصات حياته، فكيف يكون اذا كان الألم ناتجا عن ظلم ذوي القربى:
يقول العناوي قول من حثه العنا 00000000من احوال منــها مفرق الراس شايب
أنا ما بنيت القيل من زايد الطرب00000000 ولا اقول قول الا بعــــــزم العضـايب
وعيني حربها طرفها من نصيبها 00000000000 وهلت دموعاً كنّها الدم سـارب
وعلى نومة المخلين جرّيت ونّة 00000000000 ونّة كسير، اللى زنوده عطـايب
وانا امسيت مثل الغصن في عالي الشفا 000000 لياما تصافقته صروف الهبــايب
من احوال ملعبة الزماني بلعبها000000 000 كما جرح عـجزوا فيه كل الطبــايب
لو طابت اطرافه تلعثم على الخنا00000000 وظلّ كنين الجــــرح في الجوف ذايب
أنا كان اداوي علتي من بصيرتي0000000000 ولا بي غبا عن مبريات الصوايب
لكن بلا معنى فلا يكمل الدوا00000000000000 وطالع كما نجــم زْحلينْ الرقايب
يلومني الأنذال، الله يلومهم0000000000000 يقولون منزاحك عن الـــــدار هايب
يخيلون مشحاهم وما في عقولهم000000000000 ولو خيلوا برقاً بعيد السحايب
أنا اخيل مجهولات ما يعلمونها 00000000000000يخيلونها صم القلوب اللبايب
وانا من صبر صبري وجالد مجالدي000000000 على الظل والقالة وحفر اللغايب
أفرِّق هجوس القلب في كل وادي000000000000 هذي مـــــنوّخها وهذي عزايب
ولاما انهن اقفن ومدَّن نشورهن 00000000000لفَنْ واردات وحاضــبات المشارب
أشول الزحم لاتكسر الحوض بالدحم0000000000 عطاشا كواسر يلهفن الشرايب
ويا مسلــــمين الله انا لي رفاقة 00000000000شالوا لي البغضا على غير صايب
إن جات زينة قالوا الزين فعلنا 000000000وان جات شينة قالوا انت السبــــــايب
وان جات عازتهم ولاني رفيقهم 000000000000وان جات عازتنا تعاطوا شعايب
يعتّوننا بالبــــــوق وحنّا نعتّهم00000000000000 والكل منا يا القبيلين جــتانب
يبدون عيب الناس ويتقون عيبهم000000000 ولا حي في الدنيا صـــري العوايب
تصبّرت في دار المهونة على الجفا000000000 وقللت منها يــــوم شفت العجايب
كـــــثرت مصايبهم وقلت نفوعهم0000000000 وكثروا اهل النمّات بين القـــرايب
لاصار عيب الدار منها في اهلها0000000000 عيــــب الرفاقة من كبار المصايب
وانا ان عشت لابدِّى براي ومشورة000000000 فكّاك عقـــــــد معيوجين الطلايب
ولي بين حرف السين والفا ذخيرة00000 00لها شــــــربة احلى من سليل الذوايب
ويا موصلا شكواي اخوى ابن والدي0000000 ترى خاطري عندك ولو كنت غايب
أراعيك ما اصبر عنك لو فرد ساعة000000000 وذكرك يفسّــــح لى جميع الكرايب
عسى الله بعد الياس ما يقطع الرجا0000000 وعسى الرجا فيكم حبــــــــاله قضايب
وانا قبلكم ناوى بمنزاح ديرة 00000000000مساهيجها تــــــــردي جياد النجايب
وانا اوصيك دارك لا تهنَّ بنومها0000000000 إلاَّ يقــــــــــــعْ بمزعزعات الهبايب
ومال كما عد نهيل لــــــــوارده00000000000 يورِّد حبالك في جميــــــــع النوايب
أو رَبْع مثل السيف في كف ناقله00000000000 يميلون ميلاتك بخـــاطي وصايب
وان كان لاهذي ولا ذي ولا الذي 00000000000توسَّل على طــلق الذراعين شايب
قصيدة ابن عاطف الصبحي من منطقة بدر بوادي الصفرا من القصائد التي تعلق بها الرواة وتطلعت إلى سماعها المجالس، ولعلها من أكثر القصائد شهرة.
المصدر كتاب: من مرويات ابن قابل للكاتب عبدالرحيم الأحمدي((كاتب في جريدة الرياض)).
منقوله