صالح الجهني
09-12-2011, 07:43 PM
شاعر نجد الكبير
محمد العبدالله القاضي
1224 ـ 1285 هـ
هو محمد بن عبدالله بن محمد بن إبراهيم بن عبدالرحمن القاضي , شاعر نجد الكبير ,
ولد في عنيزة سنة 1224هـ وبها تُوفي سنة 1285هـ .. تعلم مبادىء القراءة والكتابة
على يد والده وحفظ القرآن الكريم وهو ابن ثمان سنوات , ثم درس العلوم الدينية على عمه
الشيخ عبدالرحمن بن محمد الذي تولى القضاء في عنيزة في الفترة من (1243 ـ 1248هـ)
في عهد الإمام تركي بن عبدالله .. كتب صحيح البخاري بخط يده الجميل , ولا يزال صحيح البخاري
المكتوب بخط يده محفوظا لدى حفيده عبدالعزيز المحمد القاضي , صاحب العنيزية .
ولما شب عن الطوق درس الأدب والتاريخ .
قال عنه الربيعي ( كان رحمه الله أديبا ماهرا بكل مافي هذه الكلمة معنى , ماهرا بالأدبين العربي
الفصيح والعربي الدارج , ملما إلما طيبا بمذاهب الشعر قديمه وحديثه , محدثا حلو الحديث ,
تحسبه حين يسوق القول وتتشعب به نواحيه منجد وهزل ونثر وشعر وأخبار وطرائف , تحسبه
الأصمعي قد نُشر في زمنه .. كان غنيا مبسوطا له في الغنى , سخيا ندي الكف , شجاعا باسلا ,
شريف النسب , عزيزا في قومه , يميل إلى التشبب في النساء مع عفته , ويحب المساجلات
ولكن مع أشباهه في العزة والشرف والمكانة , ومناوشاته في ذلك النوع من الأدب مع بعض الأمراء
مثل أحمد السديري (جد الملك عبدالعزيز لأمه) أمير الغاط ,ومحمد العلي بن عرفج أمير بريدة ,
وطلال بن رشيد أمير حايل . قال روح التميمي : لا يُعرف أي اتصال , لا أدبي ولا اجتماعي
ولا حتى سياسي بين القاضي طلال الرشيد سوى أن الأول مدح الثاني بقصيدة ,
ولم يُعرف أيضا عن طلال أنه شاعر ..
وللقاضي في الحماسة والحكم والتفكر عدة قصائد .. مدح بلده عنيزة بقصيدة عصماء سارت سير المثل ,
فقال له أميرها عبدالله اليحيى السليم : اطلب مني واقترح الجائزة التي تهوى مقابل شعرك الغالي ,
وإليكم ماقال لتعرفوا منه مدى نجدته وطموحه وكبر نفسه ووطنيته الصحيحة ومنافسته في الكلام .
قال : أطلب منك يكون الضيف قلّ أو كثر , كبر أو صغر , أعرفه أو لا أعرفه عندي في
اليوم الثاني بعدك , فأعطاه الأمير طابته رحمهما الله .
وقد مرض مدة طويلة لا تقل عن خمس سنين , وأشرف على التلف , وفي أثناء مرضه قال قصيدته
المشهورة المسماة بالتوبة , وعاش بعدها خمس سنوات أخرى تغمده الله برحمته ومغفرته ,
وجميع أموات المسلمين ) . هذا ما كتبه مقدمة لديوانه الراوية الكبير والشاعر المعروف أصمعي
الشعر النبطي صناجة عنيزة المرحوم عبدالرحمن البراهيم الربيعي (ت 1402هـ) .
ولعله كاف لتقديم لمحة موجزة عن الشاعر الكبير .
وهذه أولى قصائده أضعها هنا , على أن أتابع مع غيري طبعا تنزيل كامل قصائده في هذا الديوان ,
وهي قصيدة القهوة الشهيرة , وقد راجت معها قصة مزعومة لا أساس لها من الصحة , ومن أراد
أن يطّلع على تفنيد هذا النفي فليطلع على الرابط التالي , وهو موضوع كتبته في هذا الشأن :
قصيدة القهوة للقاضي والقصة المزعومة (http://www.onaizah.net/majlis/t54016.html)
وقصيدة القهوة هذه أضعها موثقة برواية الربيعي , والربيعي كان والده راوية معروفا لمحمد العبدالله القاضي .
يــا مــل قـلـب كلـمـا الـتـم الاشـفــــاق === مـن عـــــام الأول بـه دواكـيـك واخـفـوق
كـنـه مــع الــدلال يـجـلـب بـالاســواق === وعامين عند امعزل الوسـط مـا ســــــوق
يجاهـد اجنـود فـى سواهيـج الاطــراق === ويكشـف لـه أســـــرار كتمـهـا بصـنـدوق
لا عــن لــه تـذكـار الآحـبـاب واشـتـاق === بالـه وطـاف بخاطـره طــاري الـشـــوق
دنيـت لـى مــن غـالـي الـبـن مــا لاق === بالكـف ناقيـهـا عــن الـعـذف منـســـــوق
احمـس ثـلاث يانديـمـي عـلـى ســـاق === ريحه على جمــــر الغضى يفضح السوق
وايـــاك والـنـيــه وبــالــك والاحــــراق === واصحـا تصيـر بحمسـه البـن مطـفـوق
الـى أصفـر لونـه ثـم بشـت بـالاعـراق === أصفر كمـا الياقـوت يطـرب لهـا المــوق
وعـطـت بـريــح فـاخــر فـاضــح فـــاق === ريحـه كمـا العنبـر بالأنفـاس منـشـوق
دقــه بنـجـر يسمـعـه كـــل مـشـــــتـاق === راع الهـوى يـطـرب الــى دق بخـفـوق
لـقــم بــدلــة مــولــع كـنـهــا ســــــاق === مـصـبـوبـة مـربـوبــة تــقــل غــرنــوق
خلـه تـفـوح وراعــي الكـيـف يشـتـاق === الـى طفـح لــه جـوهـر صــــح لــه ذوق
أصـفـر قـمــوره كـالـزمـرد بـالأشـعـاق === وكبارهاالطـــافـح كـمـا صـافـى الـمـوق
زلـه علـى وضحـا بهـا خمـسـه أزيــاق=== هيـل ومسـمـار بالأســـــبـاب مسـحـوق
مع زعفران والشمطـــري الـى انسـاق === والعنبــــر الغالـي علـى الطـاق مطبـوق
فليـاأجـتـمـع هــــذا وهــــذا بـتـيـفـاق === صبـه أكفيـت العـوق عـن كـل مخلــــوق
بفنجـال صـيـن زاهــي عـنـد الارمــاق === يغضي بكرسيـه كمـا أغاضـي غرنـوق
الـى انطلـق مــن ثعبـتـه تـقـل بــــراق === أو دم فـلــب وانـمــزع مـنــه مـعـلــوق
الى حصل لك صاحبـك وانـت مشتــاق === أقـطـف زهـرمـالاق والعـمـر مـلـحـوق
فيالحضـر مــا قـلـت عـنـدي فــالأرزاق === يــــد كــريــم كــافــل كــــل خــلـــوق
صــــلاة ربــــي عــــد بــــارق حــــاق === علـى النبـي الهاشمـي خيـر مخلــــوق
منقول
------------------------
محمد العبدالله القاضي
1224 ـ 1285 هـ
هو محمد بن عبدالله بن محمد بن إبراهيم بن عبدالرحمن القاضي , شاعر نجد الكبير ,
ولد في عنيزة سنة 1224هـ وبها تُوفي سنة 1285هـ .. تعلم مبادىء القراءة والكتابة
على يد والده وحفظ القرآن الكريم وهو ابن ثمان سنوات , ثم درس العلوم الدينية على عمه
الشيخ عبدالرحمن بن محمد الذي تولى القضاء في عنيزة في الفترة من (1243 ـ 1248هـ)
في عهد الإمام تركي بن عبدالله .. كتب صحيح البخاري بخط يده الجميل , ولا يزال صحيح البخاري
المكتوب بخط يده محفوظا لدى حفيده عبدالعزيز المحمد القاضي , صاحب العنيزية .
ولما شب عن الطوق درس الأدب والتاريخ .
قال عنه الربيعي ( كان رحمه الله أديبا ماهرا بكل مافي هذه الكلمة معنى , ماهرا بالأدبين العربي
الفصيح والعربي الدارج , ملما إلما طيبا بمذاهب الشعر قديمه وحديثه , محدثا حلو الحديث ,
تحسبه حين يسوق القول وتتشعب به نواحيه منجد وهزل ونثر وشعر وأخبار وطرائف , تحسبه
الأصمعي قد نُشر في زمنه .. كان غنيا مبسوطا له في الغنى , سخيا ندي الكف , شجاعا باسلا ,
شريف النسب , عزيزا في قومه , يميل إلى التشبب في النساء مع عفته , ويحب المساجلات
ولكن مع أشباهه في العزة والشرف والمكانة , ومناوشاته في ذلك النوع من الأدب مع بعض الأمراء
مثل أحمد السديري (جد الملك عبدالعزيز لأمه) أمير الغاط ,ومحمد العلي بن عرفج أمير بريدة ,
وطلال بن رشيد أمير حايل . قال روح التميمي : لا يُعرف أي اتصال , لا أدبي ولا اجتماعي
ولا حتى سياسي بين القاضي طلال الرشيد سوى أن الأول مدح الثاني بقصيدة ,
ولم يُعرف أيضا عن طلال أنه شاعر ..
وللقاضي في الحماسة والحكم والتفكر عدة قصائد .. مدح بلده عنيزة بقصيدة عصماء سارت سير المثل ,
فقال له أميرها عبدالله اليحيى السليم : اطلب مني واقترح الجائزة التي تهوى مقابل شعرك الغالي ,
وإليكم ماقال لتعرفوا منه مدى نجدته وطموحه وكبر نفسه ووطنيته الصحيحة ومنافسته في الكلام .
قال : أطلب منك يكون الضيف قلّ أو كثر , كبر أو صغر , أعرفه أو لا أعرفه عندي في
اليوم الثاني بعدك , فأعطاه الأمير طابته رحمهما الله .
وقد مرض مدة طويلة لا تقل عن خمس سنين , وأشرف على التلف , وفي أثناء مرضه قال قصيدته
المشهورة المسماة بالتوبة , وعاش بعدها خمس سنوات أخرى تغمده الله برحمته ومغفرته ,
وجميع أموات المسلمين ) . هذا ما كتبه مقدمة لديوانه الراوية الكبير والشاعر المعروف أصمعي
الشعر النبطي صناجة عنيزة المرحوم عبدالرحمن البراهيم الربيعي (ت 1402هـ) .
ولعله كاف لتقديم لمحة موجزة عن الشاعر الكبير .
وهذه أولى قصائده أضعها هنا , على أن أتابع مع غيري طبعا تنزيل كامل قصائده في هذا الديوان ,
وهي قصيدة القهوة الشهيرة , وقد راجت معها قصة مزعومة لا أساس لها من الصحة , ومن أراد
أن يطّلع على تفنيد هذا النفي فليطلع على الرابط التالي , وهو موضوع كتبته في هذا الشأن :
قصيدة القهوة للقاضي والقصة المزعومة (http://www.onaizah.net/majlis/t54016.html)
وقصيدة القهوة هذه أضعها موثقة برواية الربيعي , والربيعي كان والده راوية معروفا لمحمد العبدالله القاضي .
يــا مــل قـلـب كلـمـا الـتـم الاشـفــــاق === مـن عـــــام الأول بـه دواكـيـك واخـفـوق
كـنـه مــع الــدلال يـجـلـب بـالاســواق === وعامين عند امعزل الوسـط مـا ســــــوق
يجاهـد اجنـود فـى سواهيـج الاطــراق === ويكشـف لـه أســـــرار كتمـهـا بصـنـدوق
لا عــن لــه تـذكـار الآحـبـاب واشـتـاق === بالـه وطـاف بخاطـره طــاري الـشـــوق
دنيـت لـى مــن غـالـي الـبـن مــا لاق === بالكـف ناقيـهـا عــن الـعـذف منـســـــوق
احمـس ثـلاث يانديـمـي عـلـى ســـاق === ريحه على جمــــر الغضى يفضح السوق
وايـــاك والـنـيــه وبــالــك والاحــــراق === واصحـا تصيـر بحمسـه البـن مطـفـوق
الـى أصفـر لونـه ثـم بشـت بـالاعـراق === أصفر كمـا الياقـوت يطـرب لهـا المــوق
وعـطـت بـريــح فـاخــر فـاضــح فـــاق === ريحـه كمـا العنبـر بالأنفـاس منـشـوق
دقــه بنـجـر يسمـعـه كـــل مـشـــــتـاق === راع الهـوى يـطـرب الــى دق بخـفـوق
لـقــم بــدلــة مــولــع كـنـهــا ســــــاق === مـصـبـوبـة مـربـوبــة تــقــل غــرنــوق
خلـه تـفـوح وراعــي الكـيـف يشـتـاق === الـى طفـح لــه جـوهـر صــــح لــه ذوق
أصـفـر قـمــوره كـالـزمـرد بـالأشـعـاق === وكبارهاالطـــافـح كـمـا صـافـى الـمـوق
زلـه علـى وضحـا بهـا خمـسـه أزيــاق=== هيـل ومسـمـار بالأســـــبـاب مسـحـوق
مع زعفران والشمطـــري الـى انسـاق === والعنبــــر الغالـي علـى الطـاق مطبـوق
فليـاأجـتـمـع هــــذا وهــــذا بـتـيـفـاق === صبـه أكفيـت العـوق عـن كـل مخلــــوق
بفنجـال صـيـن زاهــي عـنـد الارمــاق === يغضي بكرسيـه كمـا أغاضـي غرنـوق
الـى انطلـق مــن ثعبـتـه تـقـل بــــراق === أو دم فـلــب وانـمــزع مـنــه مـعـلــوق
الى حصل لك صاحبـك وانـت مشتــاق === أقـطـف زهـرمـالاق والعـمـر مـلـحـوق
فيالحضـر مــا قـلـت عـنـدي فــالأرزاق === يــــد كــريــم كــافــل كــــل خــلـــوق
صــــلاة ربــــي عــــد بــــارق حــــاق === علـى النبـي الهاشمـي خيـر مخلــــوق
منقول
------------------------