عرض مشاركة واحدة
قديم 08-26-2013, 06:33 AM   #2
عضو قدير
أحـمـد الـسـمـيري


الصورة الرمزية دموع الشوق
دموع الشوق غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1146
 تاريخ التسجيل :  Oct 2011
 أخر زيارة : 08-03-2019 (04:49 PM)
 المشاركات : 1,298 [ + ]
 التقييم :  14
 الدولهـ
Saudi Arabia
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Black
افتراضي رد: [رواية] الرجل المقيد بالكلاليب



(الرجل المقيد بالكلابيب) - الفصل الثاني

بعنوان (( الصدمة ))


... مضى آلوقت سريعا .. وتحدثنا كثيرا كثيرا !
كان الحديث مطولا .. وكان يخبرني بأشياء لم ولن أصدقها .. لكنه بدا جادا .. ولولا أني سمعت قصته ورأيت كيف كسّر السلاسل بيديه العاريتين .. لكنت أتهمته بالجنون .. قبل لحظات ليست بالبعيدة .. سألته إن كان لديه برهان لأصدق ما أخبرني به .. قال لي بصوته المخيف .. الآن سترى برهانين أثنين ! ولكن إذا رأيتهما فلا مجال للتراجع .. قلت له أنا ماضي في هذا الطريق حتى توافيني منيتي .. قال : ستوافيك المنية ! وربما قبل أن تصل! .. ثم خيم الصمت على المكان .. وماهي إلا لحظات حتى لمع جسده ! وأخذ يطلق نورا كالسنا الوضاء .. أنقبض قلبي فجأة .. وعلمت أن هذا هو برهانه الأول .. لم أتوقع أنه سيتركني بتلك السرعة .. لم أتوقع أنه سيتركني أصلا ! .. لم يقل لي أنه سيتركني .. في جعبتي الكثير من الأسئلة له .. ولكن ! .. كيف يبقى معي ؟ فهو ليس ببشر .. سرح تفكيري بعيدا ولم أنتبه للضوء وهو يخفت تدريجيا .. كان على وشك الأختفاء .. رحت أحث الخطى في محاولة يائسة لكي أصل إليه .. ولكن حينما بدأت بالأقتراب .. أخذ الضوء ينطفئ .. توقفت عن التفكير وبدأ لساني بالصراخ لعل أحدا ينجدني .. ولكن لا حياة لمن تنادي .. جسلت القرفصاء جوار حائط .. أفكر في حالي وما أستطيع فعله .. ولكن ذهني عاود التفكير مرة أخرى في كلام ذلك الرجل .. لقد قال لي بأني حينما وجدته قمت بتغيير العالم .. أي عالم ! .. أنا لست في العالم الحقيقي ! .. أخذت أضرب نفسي في كل شبر لعلي أستيقظ من هذا الحلم الغريب .. ولكن لم يحدث شيء .. عاودت التفكير بالرجل وبكلامه .. أشعر وكأني في رواية من روايات الخيال الغريبة .. لاشيء منطقي هنا .. لقد ثقل رأسي على جسدي .. لا أستطيع تحمل كل هذه الأعباء فوق كتفي .. لكن ماذا لو كان كلامه صحيحا ؟ .. يجب أن أخرج من هنا بسرعة .. ولكني وآسيت نفسي قائلا : على كل حال سأنتظر هنا حتى أرى برهانه الثاني وكان الرجل قد أخبرني بطريقة الخروج من ذلك المكان ..

في تلك اللحظة .. صدر من العدم ضحكة تنذر بالشر ( هههه هههه هههههههآآاي )

ثم صرخ صووت مخيف قائلا : ( أنت من أخرج الرجل من سجنه ! .. سأريك أليم عقابي .. سوف تلقا عذابي الأبدي .. أنت سوف تصبح سجيني الجديييد )

وبدأت الغرفة بالإهتزاز .. وتحركت السلاسل متوجهة نحوي .. وبدأ السقف بالأنخفاض سريعا .. أدركت أنها نهايتي ! .. وأيقنت صدق كلام الرجل .. وفي آخر محاولاتي البائسة .. ركضت بحاثا عن المخرج .. قال لي الرجل : هناك شمعة منطفئة في زاوية من زوايا الغرفة ستجد تحتها مقبضا بفتح لك بابا لتخرج منه .. نظرت في الزوايا أبحث عن شمعة منطفئة .. لم أجدها !! .. أيعقل بأنني خدعت .. كانت السلاسل قد أمسكتني مع معصمي .. ولكنني بحركة سريعة أستطعت الإفلات .. ولكني تدحرجت أرضا بعدما ألتوى كاحلي .. وحينما سقطت أرضا رأيت الشمعة .. في الزاوية المكتظة بالسلاسل .. كيف يمكنني الوصول .. لاحظت أن السلاسل تتحرك بعشوائية .. أنتظرت لكي أجد ثغرة تمكنني من الوصول هناك .. ثم أنطلقت .. لكنني وصلت إلى هناك مطروحا في الأرض بسبب كاحلي المصاب .. وبحركة خاطفة .. أخذت السلاسل تلتف حول جسدي .. أخذت أحرك يديّ على غير هدى .. لعلي أجد ذاك المقبض .. لمست يدي شيئا ! .. أنه المقبض .. سرت طاقة في جسدي وأخذت أضرب السلاسل بأقدامي .. و بكلتا يدي حاولت أن أحرك المقبض .. لكنه عالق ! .. لم أستطع تحريكه بيدي .. لقد حانت نهايتي ! .. حاولت الخروج فلم أستطع ..
لاآ .. ليست النهاية .. لففت سلسلة حول المقبض .. ووضعت طرفها الآخر بين أسناني .. وحاولت السحب بكل ما أوتيت من قوة .. تحرك فكي من مكانه ! .. وظننت أنه خٌلع .. ولكن المقبض تحرك .. وانفتح باب في الجدار .. وما إن دخل ضوء الشمس في الغرفة حتى توقفت السلاسل عن الحركة .. أبعدت كومة السلاسل عني .. وحاولت النهوض بجسدي المتهالك .. وبالكاد أستطعت الوقوف على قدمَي .. ثم إتهجت نحو الباب !

كان قلبي يخفق بشدة .. كأنه يريد الخروج أكثر مني .. وما إن خرجت من تلك الغرفة ! .. حتى وقفت مصعوقا ! ولم أبرح مكاني .. فقد شٌل جسمي من هول (الصدمة)


 

رد مع اقتباس