عرض مشاركة واحدة
قديم 08-26-2013, 06:33 AM   #3
عضو قدير
أحـمـد الـسـمـيري


الصورة الرمزية دموع الشوق
دموع الشوق غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1146
 تاريخ التسجيل :  Oct 2011
 أخر زيارة : 08-03-2019 (04:49 PM)
 المشاركات : 1,298 [ + ]
 التقييم :  14
 الدولهـ
Saudi Arabia
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Black
افتراضي رد: [رواية] الرجل المقيد بالكلاليب



الفصل الثالث

بعنوان ((ستة رؤوس))






إتهجت نحو الباب !

وقلبي يخفق بشدة .. كأنه يريد الخروج من تلك الغرفة أكثر مني .. وما إن خرجت ! .. حتى وقفت مصعوقا ! ولم أبرح مكاني .. فقد شٌل جسمي من هول الصدمة ..


أين السيارات و الطرق ؟ .. أين المدن ؟ .. أين آنا أصلا ؟! .. ما هذا الذي أراه .. لماذا آنا وحيد هنا ! .. أين سيارات الأجرة .. أين الرجال والصبيان ! .. لماذا لم أعد إلى عالمي ؟

ما آراه آمامي .. لوحة صماء ! .. ما آراه آمامي .. مجرد صحححراء

آنا الآن موجود في العدم .. لا أثر للحياة حولي .. صرخت بحنق شديد .. لماذا آنا هناآآآآآآ ؟ .. ما الخطب ؟ كان المفترض أن أعود !

استلقيت فوق التراب .. ورضيت بواقعي .. بقيت اسمع صوت آلرياح لعله يلهمني .. والشمس الحارقة من فوقي .. القيت نظري بعيدا وبدأت ألمح الأفق .. كنت أقلب ناظري بحثا عن واحة .. فقد طلب مني الرجل أن أذهب إلى أقرب واحة عند خروجي .. رأيت العديد من الواحات الخضراء .. هززت رأسي لأبعد هذه التهيؤات عنه .. فالواحات لم تكن موجودة عندما خرجت من تلك الغرفة .. استلقيت من جديد .. وبدأت بتذكر كلام الرجل .. لعلي أتذكر شيئا من كلامه .. آهه صحيح .. لقد أخبرني .. ماذا قال ! ماذا قال ؟ .. لا أستطيع التذكر .. يالي هذا الوضع المزري .. نظرت خلفي إلى الغرفة .. فلم أجدها !! .. أين هي ؟ .. قمت مسرعا فزعا .. وبدأت بالمشي خلف آثاري ... لقد كانت هنا .. أين هي ؟ .. هل أختفت .. هذا ما كان ينقصني .. آنا متأكد انها كانت في هذا المكان .. بدأت آمشي في حلقات مفرغة حول المكان .. وبعد ساعات من البحث المتواصل ! .. لم أستطع إيجادها .. وبدأت قواي تضعف .. فأسترحت مكاني .. كيف لم تترك أثرا ؟ .. وهل هذا هو الشيء الغريب فقط .. فقد آتى وقت الظهيرة ولم أرى بشرا واحدا .. آوهه لقد تذكرت ! .. لقد تذكرت كلام الرجل ! ..x

قال لي الرجل : (( إنتبه فإنك إذا خرجت من هذا المكان ستكون كل ساعة قضيتها معي بعشر من السنين .. وستخرج إلى دنيا آخرى .. لتنفذ مهمتك ))

ضربت رأسي حينما تذكرت .. لقد مكثت معه قرابة اليوم .. هذا يعني أني في بلدي ولكن بعد 200 سنة .. ماذا يجب علي أن أفعل ! .. كنت في حيرة من آمري .. وقمت من فوري .. أسير بغير هدى .. وبلا آتجاه .. كانت أمامي العديد من الواحات .. وأكاد أجزم بأنها سراب .. ولكن لا بأس بالمحاولة ..أخترت إحداها ورحت أمضي قدما .. مشيت ومشيت ومشيت .. مشيت ساعات طوال .. لماذا لا أقترب منها ! .. وكأنها تهرب مني .. لابد أنها سراب .. آنا عطش .. آريد ماءً .. أصبحت رؤيتي مشوهة .. بدأت التهيؤات تهاجمني .. وكأني أصبت بضربة الشمس .. أصبحت أرى خيالات وظلال تتحرك .. بدأت الظلال تكثر من حولي .. أنها تسير مبتعدة في الأتجاه الآخر .. لكن ! .. لكن الظلال لا تمشي .. لا تمشي في الصحراء ! .. هذه نوق (نياق) .. وذاك راعيها ! .. أنهم يبتعدون عني .. يجب علي اللحاق بهم .. ربما أجد عند الراعي ماءً وقليل من الطعام .. بدأت أهرول نحوه .. ثم أصبحت الهرولة جريا .. سقطت على الرمال مرات ومرات .. كان يجب علي اللحاق به .. وعندما آصبحت على مقربة منه .. تعثرت بحجر ! .. فتدحرجت على الكثبان الرملية .. فأنتبه لي الراعي .. وبدأ يصرخ بكلمات لم أسمعها جيدا .. وما إن وصل إلي .. حتى صب علي كما هائلا من الأسئلة .. ولم أكن بأقل منه .. لكنه استوقفني ليقدم لي الطعام .. قدم لي حليبا ورغيفا من الخبز .. ومع أنني لم أشرب الحليب في حياتي .. إلا أنني ارتشفته رشفة واحدة .. ولم أعر طعمه اهتماما .. أخذت اشرب وأشرب .. حتى امتلأ بطني عن آخره .. لكنني لم أتوقف .. بل بدأت برغيف الخبز .. ولم يكن إلا كما كان مع الحليب .. كان الراعي يتأمل فيّ مستغربا .. وقد آخذته الدهشة ! فرفض أن يزيدني من طعامه .. ألا بعد أن أخبره خبري .. وعقد أغلظ الأيمان على ذلك .. فاختلقت له قصة من نسج خيالي .. كنت مجبرا على ذلك .. فإذا أخبرته بقصتي سيرميني بالجنون .. ولا أعلم ماذا سيحدث بعد ذلك .. وحينما أخذت منه طعاما .. سألته عن آقرب واحة من هنا .. قال لي : ( لا توجد واحات قريبة ، هناك واحدة بعيدة ، لكنك لن تستطيع الوصول إليها بأقدامك فخذ واحدة من هذه النوق ، واترك لجامها فإنها تعرف طريقها جيدا )
وقبل أن يرحل قلت له : في أيي عام نحن ؟ .. نظر إلي باستغراب وقال : ( ألا تعرف ) قلت له : بلا ولكنني نسيت ! ضحك قليلا ثم قال : ( نسيت ؟ .. يا لغرابتك ) ثم تابع كلامه ( حسنا .. نحن في عام 1657 من الهجرة ) .. شكرته على كرمه ثم ودعته وانطلقت على ظهر الناقة .. كانت تسير سيرا عسيرا .. أعتدت عليه بعد مدة .. جال ذهني مفكرا .. آممممم إذا كلام الرجل صحيح ! .. آنا لم أعد إلى زماني .. أنا في المستقبل .. ترا كيف هو الوضع الآن .. على ماذا أصبحت هذه الدنيا المتقلبة .. أنا متشوق لمعرفة ذلك .. في الوقت الراهن .. آنا أملك زادي من طعام وشراب .. وناقة ارتحل عليها .. بعد مدة من السير .. إعترضت طريقنا عاصفة رملية .. نزلت عن الناقة لمساعدتها في المشي .. ازداد الوضع سوءا .. ولم أعد أرى يدي حتى .. انفلت لجام الناقة من يدي .. ومع شدة العاصفة ! .. تفرقنا كل في اتجاه .. خرجت من العاصفة باحثا عن النجاة .. وقلت في حسرة : ( للتو كان معي زادي وناقتي ، لم يمضي قليل من الوقت حتى تركاني ) .. ثم مشيت .. إلى أين ؟ .. لا أعرف .. سأمشي إلى أن تنقطع بي الأرض .. أو أجد تلك الواحة ! .. ثم أصبحت أهذي بكلمات لا معنى لها ( بلغا بو ماجا كلابيب مستا افرز اضحى ) .. وبدأ جسدي يرتعش .. ورأسي يدور .. ثم سقطت مغشيا علي !!

فتحت عيني بتثاقل .. فإذا بي أرى عدة أشخاص ! .. يحدقون بي ! .. وحينما حاولت رفع رأسي .. بدأت الدنيا تظلم فجأة .. عددت الرؤوس بسرعة .. وعندما وصلت الرأس السادس .. أصابتني ضربة في مؤخرة رأسي !!


 

رد مع اقتباس