عرض مشاركة واحدة
قديم 08-26-2013, 06:35 AM   #6
عضو قدير
أحـمـد الـسـمـيري


الصورة الرمزية دموع الشوق
دموع الشوق غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1146
 تاريخ التسجيل :  Oct 2011
 أخر زيارة : 08-03-2019 (04:49 PM)
 المشاركات : 1,298 [ + ]
 التقييم :  14
 الدولهـ
Saudi Arabia
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Black
افتراضي رد: [رواية] الرجل المقيد بالكلاليب



الفصل السادس
بعنوان (( الخُطّة 1 ))




بينما كنت أنزف دما .. مزقت قطعة من لباسي .. وبكل ألم وحرقة .. رميتها على الأرض !
بعد أن كتبت عليها بدمائي .. أرجوكم لا تأتوا !

كان هذا رجائي الأخير .. أرجوكم أبتعدوا عني .. أتركوني لمصيري المحتوم ! .. كنت أنظر إلى الفضاء الواسع بشغف .. وإلى السماء لعلي أجد حلا لمعضلتي هذه .. ألقاني قطاع الطرق فوق إحدى الخيول .. وأحكموا إليها وثاقي .. حيث جعلوني مستلقيا على ظهري .. ووجهي إلى السماء .. لقد كان الطريق طويلا .. أو هكذا تخيلته ! .. كنت كالميت في نعشه .. والناس يسوقونه نحو قبره .. فلم يحتمل فراق الدنيا .. ولم يحتمل وحشة الموت ! .. لقد سرنا مسيرة نصف يوم ! .. كان أغلبنا فوق الخيول .. والقلة القليلة كان يسيرون على أقدامهم .. لم أحتمل طول الطريق .. ولم يطب لي مضجع ! .. فقد كانت ساقي تؤلمني .. ودمي مستمر في النزيف .. لكن ألآم قلبي أكبر ! .. هل هناك أمل يا ترى ؟

وصلنا إلى الزعيم وقت السحَر ..*

لكن ! .. في هذه الأثناء وعند مسير قطاع الطرق .. ومغادرتهم تلك الواحة !

أجتمع الستة كلهم .. وقد ذهلوا من سير الأحداث المفاجئ .. وبدا يتضح لهم أن الأمور بدأت تأخذ منحنى الجدية .. قال عَبدٌاللّه منفعلا ..
عَبدٌاللّه : لم لا نذهب خلفهم ! .. لم أنتم صامتون ؟

لم ينبس أحدهم ببنت شفة ..

أردف عَبدٌاللّه بغضب : لقد إنتزعوا رفيقنا منا .. أليس في قلوبكم رحمة ! .. لقد ضحى بنفسه من أجلي .. يجب أن ننقذه .. أنظروا إلى دمائه ! ألا تسمعون إستنجاده وصياحه .. ألا تسمعون صراخاته في قلوبكم !

لم يتكلم أحد ..

أقترب منهم .. وأخذ يهزهم فردا فردا .. (ما الذي حل بكم ؟ .. أخبروني ! .. أيأخذون رفيقكم في جوف الليل وأنتم تحدقون ببلاهة !) قال عَبدٌاللّه*

أجابه عَاصِم قائلا : هؤلاء قطاع الطرق ! .. لا قوة لنا عليهم ..*

أجاب عَاصِم وليته سكت ! .. تسمر عَبدٌاللّه في مكانه واقفا .. فلم يتوقع مثل هذه الأجابة*

عَبدٌاللّه : حسنا إذا .. سأذهب وحدي .. وهل خلقت الخراف لغير الرعي !
مٌعَاذ : إنتظرني سأذهب معك ! .. فأنا جيد في إقتفاء الأثر

عندما ذهب عَبدٌاللّه ومعاذ .. سأل عَبدٌالمَجِيد عَاصِمًا !
عَبدٌالمَجِيد : عَاصِم .. لم أمرتنا بالسكوت ؟
مٌحَمّد : إن كلامهم عين الصواب .. يجب أن نلحق بهم !
أحمَد : عَاصِم .. هل لديك خطة ؟
عَاصِم : أجل .. لدي خطة .. لكن لم خالف مٌعَاذٌ أمري ؟ .. على كلٍ .. أنظروا لقطعة القماش هذه !

نظر الجميع .. ذهلوا مما فيها ! .. وأخذتهم الدهشة ..
مٌحَمّد : لم كتب هذه الرسالة ! .. هل تراه يقول الحقيقة ؟
عَاصِم : لا أعتقد ذلك ..
أحمَد : هل كتبها بدمه ليحمينا ! .. أخبرنا أين وجدتها ؟
عَاصِم : لقد كنت أراهم حينما غادروا .. رأيت فَيصَلاً يغالب نفسه .. ويكتم عَبرَتهُ وصَرخَته ! .. وبعد برهة من الزمن ألقى شيئا .. لم أعرف ما هو ! .. وعندما غادروا .. بحثت في ذلك المكان فوجدت هذه الرسالة !
عَبدٌالمَجِيد : حسنا حسنا .. أخبرنا يا عَاصِم ! .. ما هي خطتك ؟
عَاصِم : هلموا إلي !!


حينما وصل قطاع الطرق .. كان الزعيم بانتظارهم على أحر من الجمر !*

يتواجد في مخيمهم قرابة العشرين رجلا .. ومع العشرة الذين وصلوا .. أصبح عددهم يقارب الثلاثين .. كانت هناك حضيرة يحتفظون فيها بالخيول .. ويتألف مخيمهم من سبع خيام بما فيها خيمتان للمؤنة والسلاح .. (كان الزعيم يبدو رجلا نزقا ، سيء الخلق ، أقصى إهتماماته ملأ بطنه ، بدا لي من الوهلة الأولى أن إحدى يداه مبتورة) ..*
أقبل الزعيم بلباسه الغريب يتبختر ثم قال : (أروني ما الذي غنمتم) .. أجابه أحدهم قائلا (نحن آسفون يا زعيم .. لم نجد ذلك الكنز .. لكننا لم نعد فارغي الأيدي .. أحضرنا لك عبدا !) نظر إليّ زعيمهم ذاك وقال (ما هو إسمك؟) .. لم أعره أي إهتمام .. فأقبل يجر الخطى نحوي .. أمر بإنزالي من علا الخيل .. وطأت أولى قدماي الأرض .. ( أخيراً ) هذا ما قلته في نفسي .. ولم ألبث أن أخرجت صرخة مكتومة حينما حركت الساق المصابة .. أحس الزعيم بتلك الصرخة .. رفع رأسي إليه وقال باستهجان (ما بالك ؟ .. ألم يشتد عودك! ) .. ثم قال بسخرية : (أم يبدو أن الرجال قسوا عليك قليلا) .. أطلق الجميع ضحكة ساخرة ! .. لزمت الصمت حتى أنتهوا من قهقهتهم تلك ! .. ثم رددت قائلا (هل تريدني أن أقطع يدك الأخرى ؟) .. ذهل الجميع .. وتغيرت قسمات وجوههم .. إستغرب الجميع من ذاك الفتى الأسير الذي تحدى زعيمهم ! .. إمتلأ الزعيم حنقا وغيضا .. (ماذا قلت أيها الصغير !) قال الزعيم .. رددت عليه بسخرية : (يدك مبتورة ! وفوق ذلك لا تسمع .. حالك يرثى لها) .. صفعني على وجهي بقوة ! .. وضرب ساقي بغمد سيفه .. لم يخطيء غمده جرحي .. فسقطت على الأرض وأصبحت أتقلب من الوجع .. (تعلم إحترام الكبير يا فتى) هذا ما قال قبل أن يصدر أوامره لرجاله قائلا (أسجونه في القفص ! .. ولا تدعوه يذق طعاما) .. حملني رجلانِ منهم .. وألقوني في ذلك السجن .. كان يبدو كأقفاص الحيوانات التي في السرك .. فقد كان عربة تستطيع جرها الخيول .. وممتلأة بالألوان الزاهية .. ويوجد فيها بقايا شعر وأظفار ليست كما هي لدى الإنسان .. أحكموا إغلاق الباب ! .. كانت قضبان القفص تحيط بي من كل الجهات .. ولم يكن هناك حائط يحجب الرؤية .. كنت منعزلا في قفصي .. فالخيام كانت بعيدة .. ولم يكن حولي إلا شخص يبدو صغيرا في السن .. أعتقد أنه حارس القفص !*

.. مضى الوقت ببطء .. وأصبحت أعاني من الحرارة .. فالقضبان كانت تغلي .. والأرض لم تعد صالحة لجلوس أو وقوف .. ولازال الجرح يؤلمني ! .. حتى مع لفّه بالقماش .. بدأت ألهث كما تلهث الكلاب .. فلم أعد أحتمل ! .. كنت في غاية العطش .. الحارس ! .. لا بد أنه يحمل شرابا .. حاولت إستعطافه قائلا : (الشمس حارقة .. أتعطيني قليلا من الماء أروي بهِ عطشي) .. لم يجبني ! .. بل نظر فيّ نظرة متفحصة .. ثم ألقى إلي قربة كانت بجانبه .. شربت حتى أرتويت .. بل تابعت الشرب حتى أحسست بأن بطني سينفجر .. حمدت الله بعد إنتهائي .. ثم شكرته وبالغت في ذلك .. سألته عن إسمه فأجابني (أنس!) .. كان يقتصر على الإجابات القصيرة .. (هل سأبقى هنا طويلا؟) سألته .. فتمتم لي قائلا (لا علم لي) !


في محاولة يائسة للهروب من هذا الحر والسَّموم .. إضطعجت لأنام .. لم يكن لدي حل ! .. فحرارة الشمس لا يمكن إتقاؤها أو تجنبها .. وحينما أستغرقت في النوم .. أيقظتني جلبة حصلت في المخيم .. تعالت الأصوات .. حاولت إمعان النظر .. كان الرجال متكومين فوق بعضهم البعض .. يكيلون لبعضهم الضربات !

بعد لحظات .. أقبلوا يسحبون رجلين .. فتح أنس باب القفص .. ثم دخل الرجلان .. لم أصدق عيناي! .. كيف هذا ! .. صحت في وجه الرجلين (ما الذي أتى بكما ؟)


 

رد مع اقتباس