عرض مشاركة واحدة
قديم 08-26-2013, 06:36 AM   #7
عضو قدير
أحـمـد الـسـمـيري


الصورة الرمزية دموع الشوق
دموع الشوق غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1146
 تاريخ التسجيل :  Oct 2011
 أخر زيارة : 08-03-2019 (04:49 PM)
 المشاركات : 1,298 [ + ]
 التقييم :  14
 الدولهـ
Saudi Arabia
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Black
افتراضي رد: [رواية] الرجل المقيد بالكلاليب



الفصل السابع

بعنوان (( الخُطّة 2 ))


حاولت جاهدا إخفاض صوتي .. فقد يسمعنا أحدهم .. من الأفضل أن أتظاهر بعدم معرفتهم .. أومأت برأسي لهم .. علهم يفهمون ما أفكر به !

كانت حالهم يرثى لها .. ملابسهم رثة .. أشعثان أغبران .. طيبة القلب وحسن النية دفعتهم لفعل ذلك .. ولكن أين التعقل ! .. لم فعلوا ذلك بطريقة هوجاء ! .. ألا توجد طريقة أخرى .. أمّا أن يلقوا أنفسهم للعدو ! ..فلا يوجد ما يسوّغ لهم ذلك .. هذا إنتحار !

قلتها مرة أخرى .. (ما الذي أتى بكما؟) تمتمت بحذر .. قال عَبدٌاللّه بعد أن تأكد بأن لا أحد في الجوار ..
عَبدٌاللّه : أنت هنا ؟ .. كنا نبحث عنك
فَيصَل : ألم أنهاكم عن ذلك !
عَبدٌاللّه : تختطف من بيننا ، ثم تقول بأنك نهيتنا عن البحث عنك !
فَيصَل : أجل نهيتكم .. ألم تقرؤوا الرسالة ؟
مٌعَاذ : أي رسالة ؟
فَيصَل : لقد كتبت لكم رسالة .. ألم تروها !
عَبدٌاللّه : لا .. لم نرى شيئا .. أخبرنا ما الذي كتبته فيها ؟
فَيصَل : لا شيء لا شيء .. كم أنتم أغبياء ! .. إذًا أين البقية ؟
مٌعَاذ : لن يأتوا !
(يبدو أن الكبار قرؤوها ، حمدًا لله على ذلك .. فموت إثنان أهون من موت الجميع ) قلت في نفسي !

ساد الصمت المكان .. ومرت لحظات بلا أدنى صوت .. جلست في إحدى جوانب القفص .. أخذا يرتبان هنداميهما .. ثم جلسا أمامي !

كان الفرح يغمرهم .. وجدوني حيًّا وهذا ما يهمهم ! .. أخذا يتنفسان الصعداء .. متسع من الوقت أمامنا .. قبل أن نغادر هذه الدنيا ! .. (الزعيم يتسلى بعبيده قبل أن يلقيهم للكلاب !) هكذا قال أنس ..

كسرت حاجز الصمت بسؤالي ..
فَيصَل : حسنا حسنا .. أخبراني لم أنتما على هذه الحال ؟
مٌعَاذ : قصة طويلة سأوجزها لك .. فبعد أن عزمنا على اللحاق بك .. لم نجد ما نركبه .. تناوبنا على خيل واحد .. مضينا في رحلة صعبة .. شاقةً كانت ! .. بالكاد تتبعنا أثاركم .. فلم تبقِ الريح على كثير منها .. لم نكن متأكدين مما نتبعه .. حتى وصلنا مخيما يعج بقطاع الطرق .. هؤلاء من نبحث عنهم ! .. بعد أن وجدنا ضالتنا .. أخذنا نرصد التحركات بكل حذر .. لم نلحظ وجود قفص .. ولم نلق بالاً لذلك .. حتى آتى ذاك الرجل على حين غفلةٍ منا (أخذ يشير بيده) .. قلت في نفسي (أنس!) .. رأى بين أيدينا طعاما أخذناه منهم خلسة .. أخذ يصرخ وينادي .. لصوص لصوص ! .. حاولنا إسكاته .. لكن عبثًا كنا نحاول .. إن هي إلا لحظات .. وإذا بالرجال يحيطون بنا .. من كل حدب و صوب .. فوجئنا بهم .. لم يقبلوا نقاشا او تفاوض .. أخذوا يكيلون لنا الضربات .. لم يدعوا موضعا إلا أصابوه .. ثم بعد ذلك .. أخذوا يسوقوننا سوقًا .. نحو القفص .. نحوك آنت !
عَبدٌاللّه : لدي سؤال لك يا فَيصَل .. أتسمح لي ؟
فَيصَل : بالطبع
عَبدٌاللّه : أخبرني لم فعلتها ؟ .. لم فديتني ؟ .. لم تكن بحاجة ذلك !
فَيصَل : هناك سبب .. سبب واحد فقط .. لأنك تشبهه جدًا ! .. مظهرك ، تصرفاتك ، كلامك .. آنت تذكرني به !
عَبدٌاللّه : من هو ؟
فَيصَل : إنه أخي .. أخي التوأم !

ساد الصمت المكان .. وتسللت دمعة من عيني .. عكست صورةً لمنظر غروبٍ يلوح في الأفق .. أحس مٌعَاذٌ بها ! فغير مسار الحديث .. وبدأنا بالثرثرة في مواضيعٍ جانبية !

أخي .. أين أنت ؟ .. هل تراك حيًّا ؟ .. آنا ذاك الغبي ، آنا الأحمق .. هل تتذكرني ؟


عندما حل الليل .. وجن علينا ظلامه .. أردنا النوم وعبثا كنا نحاول .. لم ننم ثانية واحدة .. طال ذاك الوضع .. ولكني أنهيته بسؤالي ..
فَيصَل : مٌعَاذ .. أأنت مستيقظ !
مٌعَاذ : أجل
فَيصَل : هل بإمكاني أن أسألك سؤالا شخصيا !
مٌعَاذ : بالتأكيد يمكنك ذلك
فَيصَل : من أنت ! .. أقصد ما الذي حدث لك ولأخيك حتى أصبحتم على هذه الحال .. بلا أهل ولا مأوى ؟
مٌعَاذ : سؤالك مؤلم .. أأحدثك عن الخيانة ! .. أم عن التشرد وفقدان الأهل .. أم عن الحروب و ويلاتها !
فَيصَل : أكل ذلك حصل ! .. أعتذر عن تطفلي ولكن زدني خبرًا
مٌعَاذ : لك ذلك .. كنا في قرية صغيرة .. لا نعرف إلا رايات السلام .. بعيدين عن الحروب ومكائدها .. حتى أتى ذلك اليوم .. دخل القرية عدو .. خرب بيتنا وهدم مسجدنا .. أحرق أشجارنا وأستولى على موطننا .. ولم يكتف بذلك ! .. بل يتم أطفالنا .. وأغتصب نسائنا .. قتل إخوتي وأصحابي .. لم يبقَ إلا آنا وأخي .. تشردنا في الأرض .. وتهنا مع التائهين .. عزمنا على التغيير .. عزمنا على الإنتقام ! .. أخذنا نجمع الفتات .. الجميع أنضم إلينا .. ولم نزل بعدونا حتى خرج ذليلا صاغرا .. لم نتوقف ! .. أصبحنا نطارد الأعداء في كل مكان .. لم نسمع بعدوٍ إلا وأذقناه كأس الماء مرًّا .. نذرنا حياتنا للقت.....!

في هذه اللحظة .. إشتعلت إحدى الخيام .. إنها خيمة المؤونة ! .. إنتصبنا واقفين .. مشهد مرعب .. الجميع يصرخ (حريق حريق .. أحضروا الماء .. حرييييق .. أنقذوا الطعام .. أسرعوا بالماء) .. أمتلأ المكان بالفوضى .. وصار في المخيم صخب كثير .. إختلط الحابل بالنابل !


حتى صرخ أحدهم مناديا .. كرر كلامه عدة مرات .. صعقنا من سير الأحداث .. و ازدادت حيرتنا ! .. فقد دخل طرف آخر القصة !

كرر الرجل نداءه للمرة الآخيرة ..

(الزعيم .. أختطف الزعيم ! .. رجل أسود .. إلحقوا بالرجل الأسود)


 

رد مع اقتباس