استنفار لليوم الثالث على التوالي لمواجهة موجة الغبار

استنفرت الأجهزة الحكومية في عدد من مناطق السعودية لليوم الثالث على التوالي في مواجهة موجة الغبار التي تجتاح المملكة، فيما أعلنت الرئاسة العامة للأرصاد والبيئة استمرار نشاط الرياح السطحية مثيرة للأتربة والغبار تحد من مدى الرؤية الأفقية إلى أقل من كيلومتر واحد على منطقة مكة المكرمة والمدينة المنورة بما فيها المدن الساحلية وكذلك منطقة الرياض والمنطقة الشرقية والأجزاء الداخلية لجنوب غرب المملكة تمتد حتى منطقة حائل وتبوك خاصة الطرق السريعة والأماكن المفتوحة، يصحب ذلك انخفاض في درجات الحرارة على معظم مناطق المملكة وخاصةً على الأطراف الشمالية؛ حيث تنخفض درجات الحرارة الصغرى إلى ما دون الصفر المئوي، كما لا يستبعد تكون الصقيع في الصباح الباكر على تلك المناطق.

وأكد حسين القحطاني المتحدث الرسمي للرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة استمرار موجة الرياح إلى اليوم، مرجعا ذلك للانتقال من فصل الشتاء إلى الربيع، إضافة إلى عدم استقرار الحالة الجوية في المملكة من موجات غبار وارتفاع وانخفاض بدرجات الحرارة, موضحا أن هذه الموجة أثرت على أغلب مناطق المملكة والدول المجاورة.

وأكد ساهر طحلاوي مدير عام ميناء جدة الإسلامي ـ بحسب صحيفة الاقتصادية في عددها الصادر اليوم الثلاثاء ـ تأخر 15 رحلة بسبب تدني الرؤية يوم أمس, وأن سرعة الرياح وصلت إلى 12 عقدة، في حين أوضح خالد بن عبد الله الخيبري المتحدث الرسمي للهيئة العامة للطيران المدني أن مطارات المملكة الدولية كانت الحركة الجوية بها طبيعية ومستوى الرؤية فيها كان جيدا، ولم تشهد أي تأخير يذكر بسبب سوء الأحوال الجوية.

وأضاف أن سوء الأحوال الجوية التي شهدتها منطقة نجران ومحافظة بيشة منذ الصباح الباكر تسبب في تأجيل الرحلات القادمة والمغادرة من هذين المطارين حتى تحسن مدى الرؤية الأفقية, مشيرا إلى أن مطارات الطائف والباحة وعرعر حدث فيها تأخير لبعض الرحلات القادمة والمغادرة لفترات زمنية لم تصل الساعتين, وفيما يخص باقي المطارات فقد كانت الحركة الجوية طبيعية وتجاوز مستوى الرؤية فيها خمسة كيلومترات.

وأبان الخيبري أن سوء الأحوال الجوية الذي شهدته معظم مناطق المملكة يوم أمس, أدى إلى تأخير في موعد إقلاع عدد من الرحلات في بعض المطارات، فيما كانت الحركة الجوية طبيعية في مطارات أخرى.

من جهته أشار زيد الحمزي المتحدث الرسمي لمرور محافظة جدة, إلى تكثيف وجود الدوريات الأمنية في محافظة جدة, مؤكدا أن الحوادث بسيطة وهي المعتادة في الأيام العادية.

ونصح الحمزي جميع المتواجدين في محافظة جدة بعدم الخروج إلا في حال الضرورة, لاستمرار موجة الغبار والعوالق الترابية, والتي تتسبب في تدني الرؤية, وللخطر الذي تلحقه بالصحة العامة, مبينا أن هناك تواصلا دائما مع الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة والدفاع المدني وكل الجهات ذات العلاقة لمتابعة سير الأمور.

وأوضح المقدم صالح الغامدي مدير شعبة العلاقات والإعلام في إدارة الدفاع المدني في جدة أن فرق الدفاع المدني على أهبة الاستعداد للتحرك في حال حدوث أي حادث, مبينا أن هناك متابعة لحظية مع الجهات ذات العلاقة.

كما أعلنت مستشفيات جدة حالة استنفار لليوم الثاني على التوالي لاستقبال المصابين جراء موجة الغبار التي تمر بها الجزيرة العربية والتي تعتبر الأولى منذ أكثر من عشر سنوات, حيث رفعت درجات الاستعداد بجميع طوارئ المستشفيات بصحة جدة لمواجهة الحالات الطارئة، كما تم توفير جميع المستلزمات الطبية للمراجعين الذين يعانون أمراض الصدر والحساسية.

وأكد الدكتور سامي باداود أن جميع المستشفيات في استعداد تام لاستقبال المتأثرين صحيا لموجة الغبار خاصة لمرضى الربو والحساسية حيث وفرت كوادر طبية مساعدة والمستلزمات الطبية اللازمة بمختلف المستشفيات والمراكز الصحية.

وأكد بادود أن غالبية المراجعين خلال 24 ساعة الماضية من الأطفال, حيث بلغ مجمل المراجعين 400 حالة استقبل طوارئ مستشفى الملك عبد العزيز بجدة 159 حالة تم تنويم حالة واحدة، وكذلك مستشفى الثغر استقبل 17 حالة أما مستشفى المساعدية للولادة والأطفال فقد استقبل 43 حالة، ومستشفى العزيزية للأطفال استقبل 121 حالة تم تنويم ثلاث حالات منها، ومستشفى الملك فهد 57 حالة.

وحول تعليق الدراسة لليوم الثاني على التوالي أشار عبد المجيد الغامدي المتحدث الإعلامي للتربية والتعليم إلى أن وزارة التربية ننتظر تقارير الأرصاد التي تعطي صورة واضحة للجو, يتم على أثرها تعليق الدراسة أو مواصلتها, بإرسال رسائل إلى إدارات التعليم، والإدارات بدورها تبلغ المدارس كما حصل يوم أمس, إضافة إلى رسائل عبر الجوال, وحول تأثير غياب الطلاب في مثل هذه الأجواء أوضح أن وزارة التعليم تهتم بصحة الطلاب اهتماما خاصا, فالمدارس تراعي غياب الطلاب في مثل هذه الأجواء، كما تعمل على الإخلاء بمجرد طهور تغيرات جوية أثناء اليوم الدراسي, فلكل مدير مدرسة الصلاحية في إخلاء المدارس عند حدوث التقلبات الجوية.