من قصائد الشاعر بشير السناني

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جميع أجدادنا يعرفون الشاعر بشير السناني وما أشتهر به من حكمه وشجاعه
واترككم مع قصة الأبيات ( منقول )

يقول الراوي :

كان هناك رجل من جهينة .. قد تزوج من أخت الشاعر بشير السناني فأصبح نسيب للشاعر بشير .. وبعد عدّة شهور حدثت مشكلة بينه وبين رجل آخر من قبيلة جهينة أيضاً .. ولكنه ليس من فخذ نسيب الشاعر .. ( ولم يذكر الراوي سبب المشكلة ) أحتد النزاع بين الرجلين فقام الرجل الآخر بقتل نسيب الشاعر بشير .. فثار أخوة الرجل وأبناء عمومته يطلبون بثأره .. والقصاص من القاتل
فعلم بذلك أعيان القبيلة ومشايخها .. فتدخلوا لحل القضية ... دون إراقة للدماء .. وعقد مجلس للقضاء وحل النزاع .. فتم الصلح بين إخوة القتيل .. وبين القاتل .. على أن يتم دفع الدية لأهل المقتول .. وكفالة كلا الطرفين عن النزاع .. فتم الصلح على ذلك ..

وقد كانت زوجة القتيل حاملاً .. عندما قتل زوجها .. وبعد بضعة شهور .. أنجبت ولداً .. فعاش هذا الولد تحت رعاية أمه .. وخاله بشير السناني .. كبر الولد وأصبح شاباً يافعاً .. يعيش حياة طيبة هادئة .. وقد أخبرته والدته .. أن والده قد مات وهو في بطنها .. ولكن حدث أن تعرض له بعض الشبان .. فتشاجر معهم .. فأخذوا يلقون عليه بالشتائم .. ومن ضمن هذه الشتائم قالوا له : أن دم والدك قد ذهب هدر .. وأنك لم تستطع الأخذ بثارة ..
وقع هذا الكلام في قلب الشاب .. وعلِم أن هناك أمر قد أخفي عنه .. فذهب إلى والدته .. وطلب منها أن تروي له كيف مات والده ..؟ وأن تصدقه القول .. فخافت المرأة على أبنها .. وحاولت أن تنحيه عن هذه القصة .. وأنه قد مر عليها زمن طويل .. فألح عليها .. فقالت له : إذا كنت مصراً على ذلك فاذهب إلى خالك بشير .. وهو سيخبرك بكل شيء .. فانطلق الشاب إلى بيت خاله .. فوجده جالساً في المجلس .. فسلّم عليه .. وجلس بجانبه .. وقال لخاله : لقد أتيتك لأمر مهم .. فلا تردني خائباً .. وكان بشير يُكن لهذا الشاب المحبة والتقدير .. وكيف لا وهو أبن أخته .. فقال له بشير .. أطلب ما تريد ولن أردك .. فقال الشاب أُريد منك أن تخبرني .. كيف مات والدي .. ؟
فحاول بشير ثني الشاب عن طلبه هذا .. ولكن الشاب أصرّ على خاله .. فما كان من بشير إلاّ أن أخبره بالخبر .. والقصة الكاملة .. وعن قاتل أبيه .. وأن القضية انتهت .. وأن القتيل قد ضمنه رجال من جهينة .. كما ضمن أعمامه رجال آخرون .. لكي لا يعتدي أحد على الآخر .. فقال الشاب ولكنني أنا صاحب الحق .. ولم أحضر هذا المجلس .. ولا يشملني الحكم .. ولست تحت ضمانة أحد
أكمل الشاب حديثه ونهض من عند خالة ... فقال له خاله ( بشير ) : وماذا ستفعل يا بني ...؟

فقال الشاب : ما سأفعله ستعرفه ... فترك مجلس خاله وأنصرف .. وقد عقد العزم على الأخذ بثأر أبيه مهما كلّفه ذلك ..

وفعلاً قابل قاتل أبيه .. فقتله .. وعندما قام أهل القتيل بطلب الشاب للأخذ بثأر قتيلهم .. هرب هذا الشاب عن هذه المنطقة .. فقعد المجلس من جديد .. وحضر أهل القتيل .. وأهل الشاب .. والرجال الذين ضمنوا الطرفين .. فقال قاضي المجلس : قد حكم بشير السناني بهذه القضية حكم لا جدال فيه .. فسألوه عن كيفية حكم بشير .. فقال لهم : قد حكم بها بهذه القصيدة فرواها لهم كاملة .. حيث يقول بشير السناني



حلمت حلمٍ واعرفوا ويش مابـه ++ياعابريـن الحلـم وإلاّ عبرنـاه


حلمت واليا الذيب في بطن غابـه ++ذيبٍ بدين وباغي البـدن يفـراه


ياذيب بالمرقـاب مثلـك ذيابـه ++متحزمٍ بالذيـب مثلـه وشـرواه


إن كان ودّك حق تشبـع طلابـه ++وإن كان ودّك غصبنا ما أنت وياه

مـا للرفيـق إلاّ مذالـق حرابـه ++ إعرف عريفيّك لياصـاح جينـاه

إن انعدل سيفك وهو خمننـا بـه ++وإن مال سيفـك علينـا عدلنـاه

أسألك ياقوفـه بمنشـي سحابـه ++من قدّم الثنتين هو ويش يقفـاه

إما أقبلوا دينه وخـوذوا جوابـه ++إنه بعيدٍ عـن كفلكـم ولا جـاه

وإلاّ يجـون منقليـن الشـهـادة ++الأربعـة نقالـة الحمـل بعـراه




فحكم القاضي .. برد الدية التي قد أعطيت لأخوة القتيل ( والد الشاب ) إلى أهل القتيل
( الذي قتل والد الشاب ) .. وأن القضية قد أنتهت .. وأن الشاب لا شيء عليه .. فهو لم يحضر
المجلس الأول .. ولم يعلم به ... وهو صاحب الحق ...
وبهذا أنتهت تلك القضية بما حكم به .. شاعر الوقائع والأحداث .. الشاعر ( بشير السناني )
هذا ما استطعت الحصول عليه من معلومات حول هذه القصة .. وأتمنى ممن لديه معلومة عنها أن يضيفها ..

شكراً على القصة الجميلة والقصيدة الأجمل

تميزة في التقديم الاخ رحال لك كل الشكر والتقدير

الأخ ابو حسان شكرا على مرورك
الأخ أبو زيد تميزنا بفضل الله ثم بتوجيهاتكم تقبل تقديري