رسالة المنتدى |
|
مـنـتـدى الـخـواطـر وعـذب الـكـلام (كل ماتسطره الأقلام من إبداع الحروف والكلمات الرائعه) |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||||||
|
||||||||||||
أكــــفان مبللة(قصه قصيرة)
في قريتهم الصغيرة تنتشر روائح الفرح وتتراقص رؤوس النخيل العاليه في سماء صباحهم الجديد,قريتهم قديمه وكل مافيها قديم المباني ووسائل الزراعه وتربية الماشيه,فبيوت الطين المتساقطه هنا وهناكـ يتدلى من كل حائط متشقق مصباح واحد يوحي للناظر البـعيـد في سواد الليل الحالك أن هناكـ داراً وسكان.مع خيوط الفجر الخـافتــة يستيقظ الجميع الكبار والصغار الذين يلــهون ولايملون من اللعب بسعف النخيل المتساقط..أما النسوة في قريتهم يقضين يومهن بين الحقل والماشيه والمطبخ الطيني.مـريـم ..كانت الثالثة من بين أخواتها اللاتي يقـضـين يومهن بتجاذب الأحاديث وتنظيم الدار وصنع الزبد واللبن,ولكن مريم كما يقول عنها جميع النسوة في القرية مصابه بمس من الجـن فهي لاتكاد تضحك يومين إلا وتقع فريسة الشيطان الرجيم يومين آخرين تحدثها أختها الكبرى..أنت اليوم بصحة جيدة عليك الذهاب للحقل لمتابعة سقاية النخيل.تحمل مريم طرحتها المهترية وتذهب حــيث النخل والقــمح والعصافير المغردة,يحل الظلام على المكان تعود مـريـم إلى الدار هاشة باشة لتكمل مشوار الحديث الضاحك مع أختيها.ولكنها آلان تشعربألم يداهم جسدها تتباطأ بمشيتها وتمسك الجدار وتبكي بصوت عال يقدم والدها إليها ليسحبها متمتماً بكلمات استياء متعوذ بالله من جني مريم كما يسمونه في القريه ,تنوح تتألم,يتركها الجميع متألمين لألمها تاركينها وحيدة حتى تفرغ من عويلها.ينام كل من في الدار...مريم تشعر بأنه تتحسن قليلا مع طلوع يوم جديد تنام حيث كانت البارحه تتألم..في الصباح الجديد يذهب الجميع لأعمالهم اليوميه, يقترح سكان القريه على والد مريم أن يأخذها لسيدة تخرج الجن بالكي..تشد الرحال بمريم حيث الحديد والنار.. تنتفض كدجاجه صغيره بأيديهم تبكي تتوسل والدها الذي يهدهد على كتفيها مؤكدا أنه شيء بسيط يقلع بعدها الشيطان عن جسدها الغض. تربط يديها ورجليها وتلهب جسدها بالنار ,تقع رهينة الاوجاع فترة من عمرها..بعدها يستبشر الاهل بأن مريم بصحة جيدة.ولكن الفرحه لم تطل فهي مازالت تأن وتشد شعرها مع كل طعنة ألم وتحشو فمها بألاثمال البالية لتكتم بعض مابها.. مع قهوة الصباح يقترح النساء على والدتها أن يذهبن بها لرجل طيب يخرج الجن بالكلب.. تؤخذ مريم عنوة إلى بلدة بعيدة حيث الكلب ألاسود الربوط ,تتشبث بوالدها أن انقذوني من هذا العذاب ويبتعــد الجميـع ويطارد الكلب مريم حــتى يلهث وتلهث وتســقط طريحة الخوف والآه.مـريم مـازالــت تتألم , يصمم والدها على أن يحملها الى رجل طيب السمعة ليتلو عليها بعض الآيات تجلس مريم أمامه وتنهال بالبكاء وكلما رفع صوته أجهشت بالبكاء .فأمر الرجل صبيه بأن يأتوا بالسوط ليخرج هذا الشيطان الذي تلاعب بسنوات عمرها يلهبها بالسياط .. تبكي وتتوسل وماكانوا ليتركوها في تلك اللحظه إلا ان أوهمتهم بأن الشيطان قد خرج من أصبع يدها .. فقد غرست أصبعها في الارض وقالت ها أنا قد خرجت..خرجت ..أعتقوها تحمل في جسدها ألماً أكبر مما كانت تحمل وتتحمل مريم بعد ذلك تصمم على ان تكتم ما تستطيع كتمه من الم وعذابات أمام والديها.لأن ليس في جعبتها مكان لصنوف جديده من الشقاء ولكنها الآن تسقط بدون حركه..يشيرعلى والدها إمام المسجد القريب من الدار بأن يذهب بها الى المستشفى في المدينه..يتردد والدها كثيرا ..وبعد معاناة تذهب مع والدها للمستشفى ادخلت العنايه الفائقه .لام الاطباء والدها كثيرا وعنفوه لتأخيره في القدوم إليهم,فليس لديهم الآن إلا الملاحظه الدقيقة لتلك الأورام التي تلاعبت بدماغها الصافي كصفاء سماء قريتها.ترحل مريم بأورام..وآثار سياط ونار وخدوش كلاب.. يبكي والدها بصمت عند رأسها العليل ..يبلل لحيته الحمراء بصمت ويغسل وجهها المصفر . يرحل إلــى القرية بمفرده يــحــمــل مــعــه ثــيــابـــ مـــريـــــم الــــمـعطــرة بـــروائـــــح قــــــمـــح الـــصــبــــاح الــــــــبــــــــاكـــــــــر. مما قرأت..تحياتي لكم
آخر تعديل الامل القادم يوم
02-06-2012 في 08:29 PM.
|
02-06-2012, 08:32 PM | #3 |
عضو متميز
الصمت يكفي ويشفي صدر راعيه لاصار كل الحكي ماله معاني
|
رد: أكــــفان مبللة(قصه قصيرة)
شكراً لك على مرورك الذي أسعدني
|
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المنتدي قائم لخدمة أبناء القبيلة وذلك للتعارف والتواصل
وتبادل المعارف والعلوم ولا يمثل رأي مشائخها وكبارها إلا فيما يشار اليه وجميع
مايطرح في هذا المنتدى من مشاركات ومواضيع يعبر عن رأي كاتبه دون أدنى مسؤوليه
والله الموفق