وهكذا رحل الأمير سلطان رحمه الله

من يعرف حياة الصقور وعاداتها يعلم أنها عندما تموت تبقى واقفة , ولا تفضّل أن تموت إلا في أعالي قمم الجبال !

وهكذا هم الرجال الذين حلقوا عالياً بنفوسهم , عاشوا وماتوا لدينهم وأوطانهم . عندما تُذكر مآثرهم تُحلّق سيرتهم بين القمم و ذلك لعزتهم وهيبتهم وقيمتهم , وما تركوا من آثار الخير خلفهم حتى ولو توارت أجسادهم .

وهكذا كان وليّ العهد سمو الأمير سلطان بن عبد العزيز الذي فاضت روحه في ساعة مبكّرة من صباح أمس السبت 24ـ ذو القعدة ـ 1432هـ رحمه الله تعالى.

ولقد كانت حياة وليّ العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز ـ رحمه الله ـ عامرةً بالعطاء ، ولمَ العجب ؟ وهو الأبن الخامس عشر للملك البار عطر السيرة عبد العزيز آل سعود رحمهم الله أجمعين.

ونحسبه والله حسيبه قد بذل وأعطى وأخلص في جميع ما تقلّده من مناصب ، كما أنه أنشأ وساهم في تأسيس العديد من الأعمال الخيرية داخل وخارج بلاد الحرمين.

ولا عجب أن الرجال بأصولهم يُعرفوا ! فقد ولد الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود ـ رحمه الله ـ ونشأ وترعرع في كنف والده ـ مؤسس المملكة ـ وتعلّم القرآن الكريم ودرس علومه وعلوم اللغة العربية على يد كبار العلماء , وتوسعت معارفه بمطالعاته المكثّفة في مجالات المعرفة والدبلوماسية من خلال زياراته المتعددة لدول العالم.

ومنذ أن كان أميراً للرياض رحمه الله تعالى عام 1366هـ إلى أن تقلّد منصب ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء يوم الاثنين 26 جمادى الثانية 1426هـ وسجلّه طويل وحافل بأعمال الخير في الداخل والخارج برغم الأعباء والمسئوليات.

ومن أبرز هذه الأعمال : مؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية ، وهى مؤسسة غير ربحية أنشأها وينفق عليها منذ عام 1416هـ , وأهدافها إنسانية واجتماعية تتمثل في تقديم الرعاية الاجتماعية والصحية والتأهيل الشامل لذوي الاحتياجات الخاصة والمسنين ، كما أن لها أنشطة بارزة في دعم الأبحاث في مجال الخدمات الإنسانية والطبية والعلوم التقنية بالتعاون مع مراكز الأبحاث المرموقة في أنحاء المعمورة .

وهناك أيضا لجنة الأمير سلطان بن عبد العزيز الخاصة للإغاثة ، وتهدف إلى تقديم خدمات إنسانية خارج السعودية , مثل تسيير القوافل الإغاثية والطبية العامة لمكافحة الأمراض الشائعة كالملاريا والعمى .

كما أقامت مؤسسته تلك العديد من المشروعات التنموية والاجتماعية والصحية كحفر الآبار وبناء المدارس والمكتبات العامة والمساجد والمستشفيات في شتى بلاد المسلمين.

ونذكر على سبيل المثال لا الحصر : أنه أنشأ مدارس روضة الأجيال في فلسطين ، والمدرسة السعودية للأيتام في باكستان والمشروع الطبي في باكستان ومركز معالجة الأمراض السرطانية في المغرب ، ومساهماته التي لا تنقطع عن جامعة الأزهر وعدة جوامع في العالم الإسلامي .

وأنشأ مأوى للبنات في الفلبين ، والمركز الإسلامي في اليابان والمجلس الأعلى للمساجد في ألمانيا، وكذلك المؤسسة الثقافية بجنيف , والهيئة العربية العليا في فلسطين , والموسوعة عن القضية في فلسطين ، ومركز سلطان لجراحة المناظير في كوسوفا , وكذلك مؤسسات خيرية في سيرلانكا غير معروفة إعلامياً, وغيرها الكثير من الأعمال الخيرية غير المعلنة .

وقد لا تسعفنا الكلمات في وداع هذا الأمير الكريم ، والذي ينطبق عليه قول الشاعر العربي :

مات قومٌ وما ماتت مآثرهم *** وعاش قومٌ وهم في الناس أموات

إن مآثر ولي العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز ـ رحمه الله تعالى ـ لا تكاد تُحصى .

ونحمد الله أنّ بذله وإحسانه لن يتوقف برحيله ـ بإذن الله ـ بل نرجوا أن يمتدّ باستمرار مؤسساته ومشاريعه الخيرية .

لقد ساهم رحمه الله في توجيه دفة القيادة لبلاد الحرمين الشريفين , في وقت كانت الرياح تعصف بالمنطقة بأسرها، وعمل رحمه الله تعالى على تطبيق شرع الله في بلادنا ومحاربة كل مايقدح في العقيدة والقيم .

فإن كان رحيله وفقده خسارةً فادحةً لنا جميعاً , فإننا نسأل الله له المغفرة والرحمة وأن يسكّنه فسيح جناته.

وإنّ العين لتدمع والقلب ليحزن , وإنّا على فراقك يا أبا خالد لمحزونون . ولا نقول إلا ما يرضي ربنا : إنّا لله وإنّا إليه راجعون.

كلمة موقع لجينيات

منقول

( كل من عليها فان)انه الموت لايترك احد فكلً يحاسب نفسه
قبل يوم الحساب الاكبر اسأل الله ان يلطف بحالنا
رحم الله الاميرسلطان وجميع موت المسلمين

الله يرحم الامير سلطان وجعل ماقدم في موازين حسناته اللهم زده بالحسنات احسانا وبالسيئات عفوا وغفرانا اللهم وارضا عنه وتقبل منه ماقدم