رسالة المنتدى |
|
المـنـتـدى الـعـام معلومات ومقالات وثقافات منوعه ( كل مالا يتضمنه قسم معين ) |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||
|
|||||||||
سقوط الكبار
عندما تسقط الأشياء الصغيرة تكون مؤثرة لكن عندما تسقط الأشياء الكبيرة فإن سقوطها يكون مزلزلاً ومفجعاً وهذا معروف على مستوى البشر وعلى مستوى البنيان وجميع الجمادات والحيوانات ، فيا لسقوط الكبار ما أفجعه وخاصة سقوط كبار البشر عندما يتهاوون تكون الكوارث والمصائب التي لا تخطر على بال .
إن الكبير عندما يسقط لا يعود صغيراً بل أقل من الصغير وقد يُعدّ من العدم أو أن يكون لا شيء بدلاً من العظمة السابقة السامقة ، قديماً قيل في المثل العامي: غلطت الشاطر بعشر . إن الكثير من الكبار يتعرضون لسقطات الكثير منهم لا يقوم بعدها أبدا والبعض يقوم من سقطته قياماً ليس كقيامه الأول ولا يقرب منه . الكثير من الكبار يسقطون في بعض المحن وبعض المواقف وبعض ما يزلزل الكبار ولا يبقى إلا الجبال الرواسي التي لا تهزها الأعاصير مهما كانت عاتية وقليل ماهم . كم من العلماء سقطوا في بعض المحن وبعض الابتلاءات أو بعض المواقف ، لم يستطيعوا الصمود فأولوا وبرروا لأنفسهم بما يتناسب مع ما تريد النفس أو ما يريد الجمهور أو ما تريد الحكومة أو ما تريد القبيلة أو مع ضرورة كاذبة أو لم يستطيعوا الصبر على الابتلاء فسقطوا وأصبحوا في أسفل سافلين بعد أن كانوا رؤوس الناس ووجهاؤهم. كم من الكتّاب اليوم يبيع ضميره وقلمه ويقول بخلاف ما يعتقد وتعصف به العاطفة وحب الشهرة فتنازل عن الكثير من المبادئ والكثير من القيم وأصبح القلم الحر ألعوبة بأيدي الناس وبأيدي الحكومة وبأيدي العاطفة والرغبة ولذلك قلّ الكتّاب الذين كان الناس ينتظرون الصحف في الطوابير كل صباح ليقتنوها لأن فيها مقالة الكاتب الحر: فلان ، ولذلك قل الكتّاب الذين جمهورهم بمئات الألوف من القراء ، وباع القراء كاتبهم الكبير يوم رأوا سقوطه الفظيع وانهيار بنيانه السامق الذي ظن أنه لن ينهار يوماً من الدهر فانهار فباع القراء كاتبهم يوم باع قلمه ومبدئه ورؤيته الحرة الأبية النزيهة. كم من الإعلاميين ومن المنشدين ومن أهل الرأي والفكر سقطوا وتنازلوا ، ضاعوا في زحمة ما ترميهم به الدنيا من مغريات وشهوات فتشوهت صورة الإعلام النبيل والنشيد الصافي والفكر النيّر والقلم الحر والكلمة الصادقة إلا ما شاء الله . لماذا السقوط ؟ ولماذا التراجع ؟ ولماذا النكوص ؟ هل أولئك القوم في شك أم ارتابوا أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله ! عالم ضاع في الرخص والتنازلات ، ومنشد تحول إلى مغنٍ ، وكاتب خان الكلمة والقلم ، ومفكر سمع الناس يقولون شيئاً فقاله ، ومثقفون يتناحرون فيما بينهم ، ومعلم صغر الهم عنده وكبر الريال والدينار ، وشاعر تعصف به القبلية المنتنة والمفاخر الكاذبة فغاب الشعراء الذين تسير بشعرهم الركبان وترحل لجلب قصائدهم القوافل إلا ما شاء الله وقليل ماهم . إن الكبير عندما لا يكون له منهجاً واضحاً لا يتنازل عنه ولا يحيد يسقط ! إن الكبير عندما لا يكون له مبادئ وقيم ورسالة ربانية خالدة يسقط ! إن الكبير عندما يغرق في المباحات والجماليات يسقط ! إن الكبير عندما يغفل يسقط ! إن الكبير عندما لا يكون له مثبتات ومقويات وطريق واضح وقوة وعزيمة وإرادة غلابة يسقط ! إن الكبير عندما يسمح للدخلاء من الأقران ومن الأفكار ومن المواقف عندما يسمح لها بتصريفه يسقط ! إن الكبير إذا لم يكن له ثبات ورسوخ وقوة وعظمة وتحد وثقة يسقط ! إن الكبير إذا لم يكن له اعتماد كلّي على الله واستعانة به وثقة به ولجوء إليه وخلوة به فإنه يسقط ويسقط وما أضعف المخلوق في كل شيء بغير الخالق فمن كان مع الله كفاه ومن اعتمد على غير الله ضاع وهلك وسقط ولم يعد في عداد الكبار . عبد الله عوبدان الصيعري - شرورة |
06-10-2011, 02:09 AM | #4 |
(((مشرف المنتديات الترويحية )))
أبو عبدالله
|
رد: سقوط الكبار
مشكور اخي المبدع على النقل الجيد يعطيك العافية
|
|
06-10-2011, 02:59 PM | #7 |
(((مشرف عام )))
|
رد: سقوط الكبار
ابو حسان
صقر جهينة هبوب الشمال ابو لمياء البيرق اشكركم على المرور والتعليق على الموضوع ودمتم كبار وهمتكم عاليه تحياتي لكم |
|
06-10-2011, 03:45 PM | #8 |
عضو نشيط
|
رد: سقوط الكبار
شكرا على النقل الرائع نعوذ بالله من السقوط المذل
|
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
التعديل الأخير تم بواسطة القلم الناقد ; 06-10-2011 الساعة 03:47 PM
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المنتدي قائم لخدمة أبناء القبيلة وذلك للتعارف والتواصل
وتبادل المعارف والعلوم ولا يمثل رأي مشائخها وكبارها إلا فيما يشار اليه وجميع
مايطرح في هذا المنتدى من مشاركات ومواضيع يعبر عن رأي كاتبه دون أدنى مسؤوليه
والله الموفق